إنطلاق محاكمة التونسي إبراهيم العويساوي منفذ هجوم كنيسة نيس

بدأت محكمة الجنايات الخاصة في باريس أمس الإثنين جلسات محاكمة التونسي إبراهيم عويساوي، منفذ الإعتداء بكنيسة نوتردام في نيس جنوب شرق فرنسا سنة 2020.
ويتمسك المتهم، الذي يواجه عقوبة السجن المؤبد بتهمة القتل ومحاولات القتل في إطار مخطط إرهابي،بنسيان كل ماحصل خاصة في29 أكتوبر2020.
وإكتفى المتهم، الذي برز نحيلا بشعر طويل ولحية قصيرة، بتأكيد هويته باللغة العربية من خلال مترجم ؛ وعندما سأله رئيس المحكمة عن إسم محاميه أجاب عويساوي الذي كان يرتدي سترة باللون البيج فوق قميص أبيض “لا أعرف اسمه”.
ماذا حدث في 29 أكتوبر 2020؟
حسب الرواية المتداولة، فقد دخل عويساوي إلى الكنيسة حاملا سكينا وقام بذبح إمرأة ستينية تدعى نادين فنسان وطعن ثانية وهي فرنسية برازيلية تدعى سيمون باريتو سيلفا ب 24 طعنة وتمكنت الأخيرة من الإفلات لتلجأ إلى مطعم حلال غير بعيد، وتخبر عن شخص يهاجم الموجودين في الكنيسة حاملا سكينا، قبل أن تفارق الحياة. كما يذكر أن المتهم قد ذبح أيضا كاهن الكنيسة فنسان لوكيس وهو أب لإبنتين.
نسيان
ويتمسك إبراهيم عويساوي بنسيان تفاصيل ذلك اليوم و أنه لا يتذكر شيئا مما حدث؛ إلا أن الفحص الطبي لم يكشف عن تلف في الدماغ فيما أشار تقرير الصحة النفسية إلى عدم وجود تغيير أو غياب لقدرة التمييز لدى وقوع الإعتداء.
ويعتبر محامو الضحايا الذين بلغ عددهم تقريبا الثلاثين، أن فعل “فقدان الذاكرة وهمي” وأنها “حيلة” يلجأ اليها المتهم بينما قال محامي الدفاع مارتان ميشان أن “بعد أكثر من أربع سنوات من الحبس الإنفرادي التام، السؤال الذي سيطرح عند إنطلاق الجلسة هو مدى سلامة صحته العقلية وقدرته على فهم التهم الموجهة إليه، وبالتالي قدرته على الدفاع عن نفسه كما يحق لأي متهم أن يفعل”.
مدعمات الإدانة
وحسب النيابة العامة لمكافحة الإرهاب فإن العديد من العناصر المتوفرة لديهم تفيد بالتخطيط لإرتكاب هجوم بفرنسا منذ مغادرة المتهم لبلاده، ك “تطرفه الواضح وإرتباطه بأفراد متورطين في قضايا إرهابية في تونس”.
وحسب قاضي التحقيق فإن “فحص الهاتفه الجوال وحساب فيس بوك للمتهم قد أثبتا إستمرار العويساوي في الدخول إلى مواقع إسلامية إضافة إلى الإهتمام الخاص الذي أولاه لعملية ذبح “باتي” في 16 أكتوبر 2020.
زد على ذلك وحسب نفس المصدر فإن المتهم قد كان “كان على علم بالتهديدات التي وجهتها وسائل الإعلام المقربة من تنظيم القاعدة لفرنسا وأنه كان يضمر حقدا على فرنسا التي وصفها بأنها “بلد الكفر والكلاب”.
كما ذكر القاضي أن هناك “تلميحا في رسائله أن لديه مخططا ونصح بعض الذين كان يتواصل معهم بحذف محادثاتهم معه” مؤكدا “تصميمه على الذهاب إلى فرنسا”.
وفي الليلة التي سبقت الهجوم، أوضح إبراهيم عويساوي في رسالة صوتية لتونسي يعيش في المنطقة الباريسية أنه لا يستطيع القدوم إلى باريس لعدم توفر المال لكنه “يخطط لشيء آخر والله المسهل”.
وقد تقرر أن تجري جلسة إستجواب إبراهيم عويساوي بشأن هذه الوقائع في 24 فيفري 2025 بينما تستمر المحاكمة إلى 26 من نفس الشهر.
أ ف ب