جدل واسع إثر تصريحات النائبة الأوروبية ريما حسن عن شرعية ما تقوم به حماس

قالت النائبة في البرلمان الأوروبي عن حزب فرنسا الأبية “ريما حسن” في تصريح على أمواج “راديو الجنوب” اليوم الخميس 27 فيفري، إن “ما تقوم به حماس عمل مشروع من وجهة نظر القانون الدولي”.
ووردت تصريحات النائبة المنتخبة على سؤال الصحفي “جان جاك بوردان”، عما إذا كانت تعتبر المجموعة الفلسطينية “حركة مقاومة” فكان الرد ،الذي أثار جدلا كبيرا لدى السياسيين الفرنسيين، حيث قالت : “أنا أتحدث لغة القانون الدولي، وحماس لديها عمل مشروع من وجهة نظر دولية”.وعند تكرار السؤال مرة أخرى “هل هذه حركة مقاومة؟ “أجابت ريما حسن «لا»، متتابعة «لأن «المقاومة» يمكن أن تخضع للتأويل،وأنت مجبر على إختيار إن كنت مع أو ضد، وبالنسبة لي فإن القانون الدولي هو البوصلة، وعلى الجميع أن يلتزموا بهذه البوصلة: لأن شرعية الكفاح المسلح في سياق الإستعمار واضحة للغاية، وهذا هو موقفي”.
وإستطردت النائبة موضحة: ” بأن قرارات الأمم المتحدة واضحة للغاية بشأن حق الشعوب المستعمرة في اللجوء إلى الكفاح المسلح، ولكن أساليب الكفاح المسلح لا تبرر كل شيء”. “ليس من حق أحد أخذ المدنيين كرهائن، ليس من حق أحد إرتكاب الانتهاكات كالتي إرتكبت خلال هجمات 7 أكتوبر والتي نفذها التنظيم الإسلامي”. مضيفة: “أنا وحزبي ذكّرنا في كثير من الأحيان أن هذه كانت بالفعل جرائم حرب”.
إدانة سياسية
تصريحات ريما حسن أثارت حفيظة العديد من السياسيين والمسؤولين في الدولة الفرنسية حيث أكد وزير الداخلية الفرنسي “برونو روتايو” أنه قد “أبلغ المدعي العام في باريس بهذه التصريحات التي ترقى إلى مستوى الإعتذار عن الإرهاب” مصرحا: “تصريحات ريما حسن غير مقبولة على الإطلاق. حماس منظمة إرهابية تدوس على القانون الدولي، عندما تقتل الرهائن، عندما ترتكب الهجمات، عندما تنشر الكراهية المعادية للسامية وعندما تدعو إلى تدمير دولة”.
كما أعلن رئيس رابطة رؤساء البلديات في فرنسا “ديفيد ليسنار”،على حسابه على موقع إكس، أنه سيرفع تقريرًا عن هذه التعليقات إلى المحكمة إستنادا إلى المادة 40 من قانون الإجراءات الجنائية. ووفقا له، فإن “ريما حسن لم تعد تهتم بالقانون الفرنسي لتنصّب نفسها متحدثة بإسم حركة حماس وهي اليوم تقر بشرعية الهجمات والقتل والإغتصاب والأعمال الوحشية والإختطاف. وأعرب عن أسفه لأنها “ترتدي الوشاح الفرنسي”. وخلص إلى القول: “يجب ملاحقتها قضائيا”.
وقال “يوناثان عرفي”، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، إن “هذه التعليقات الدعائية الصادرة عن منظمة إرهابية تمثل إهانة لذكرى جميع ضحايا 7 أكتوبر! وهو أمر شنيع وغير مقبول!”.
مضيفا في ربيع 2024، إستدعت الشرطة “ريما حسن”، التي كانت حينها مرشحة على قائمة حزب فرنسا الأبية للإنتخابات الأوروبية، في إطار تحقيق بتهمة “الإعتذار عن الإرهاب”. ثم أوضحت أن إستدعاءها جاء بعد مقابلة أجريت في نوفمبر 2023 مع وسيلة إعلام “لو كرايون” وفي مقطع تم حذفه، برزت ريما حسن وهي تقول إنه “صحيح” أن حماس تتخذ إجراءات مشروعة ضد إسرائيل.
ويذكر أن النائبة الفرنسية الفلسطينية قد منعت من دخول إسرائيل بقرار من وزير الداخلية الإسرائيلي “موشي أربيل” عندما كانت على متن الطائرة التي أقلعت من بروكسل رفقة وفد من الإتحاد الأوروبي، وتتهم إسرائيل “حسن” بأنها “تدير حملة لدعم حماس”.
وحسب المحللين فإن سبب منع “حسن”، وهي فلسطينية الأصل من مواليد مخيم النيرب في سورية، هو دعمها الدائم لبلدها فلسطين، ودعوتها إلى مقاطعة إسرائيل، إذ تُعد من أكثر “الكارهات” لإسرائيل في أوروبا عموماً، والبرلمان الأوروبي خصوصاً.