فرنسا: ماذا يعني حل الجمعية العامة وأي تأثير لذلك على تسيير شؤون البلاد؟
خمس مرات لجأ فيها رؤساء فرنسيون لحل الجمعية العمة من هم وماهي الدوافع والنتائج؟
بعد الهزيمة التي مُنّيَ بها حزبه في الإنتخابات الأوروبية، أعلن الرئيس الفرنسي مساء 9 جوان حل الجمعية الوطنية، مجلس النواب في البرلمان الفرنسي، ودعى إلى إنتخابات تشريعية مبكرة في 30 جوان و7 جويلية 2024
وحسب المادة 12 من الدستور الفرنسي يمكن لرئيس الدولة أن ينهي ينهي مبكرا ولاية نواب مجلس الأمة و تقديم موعد الانتخابات التشريعية ويجب أن يكون قد إنقضى سنة على الأقل بين الإنتخابات التشريعية السابقة وحل البرلمان
ويجب على رئيس الجمهورية إستشارة الوزير الأول ورؤساء المجالس قبل الإعلان عن القرار فيما يتم تنظيم الإنتخابات التشريعية المبكرة بنفس طريقة الإنتخابات التشريعية التقليدية أي بأغلبية الأصوات على جولتين
ويتم التصويت في فترة تتراوح بين 20 و40 يومًا بعد إعلان حل الجمعية أي بين 29 جوان و19 جويليةوحدد يوم الأحد 30 جوان لإجراء الجولة الأولى والجودة الثانية في 7 جويلية
في الأثناء يتم تعليق أعمال المجلس الوطني كمشاريع القوانين الجارية ويمكن إستأناف تناولها مرة أخرى بموجب الولاية التالية بشرط أن تعرضها الحكومة على المجلس الجديد
ويلغي إيمانويل ماكرون تزامن الإنتخابات التشريعية مع الإنتخابات الرئاسية من خلال الدعوة لإجراء إنتخابات تشريعية في 2024 أي قبل ثلاث سنوات من الإنتخابات الرئاسية منذ الإنتقال إلى فترة الخمس سنوات حيث تؤكد كل تشريعية نتيجة الرئاسية التي سبقته قبل بضعة أسابيع لتوافق نتائجها
وعرفت فرنسا عبر تاريخها خمسة عمليات حل للبرلمان حيث قام شارل ديغول بحل الجمعية مرتين الأولى في 1962 بعد أن أطاح إقتراح بحجب الثقة برئيس الوزراء جورج بومبيدو وإنتصر نواب ديغول في الإنتخابات التشريعية بحصولهم على 32% من الأصوات والأغلبية المطلقة ب230 مقعدا
أما المرة الثانية فكانت بعد أزمة ماي 1968حيث قام ديغول بحل مجلس النواب للرد على السخط الذي عبر عنه الشارع في الإستفتاء الشعبي على صناديق الإقتراع فازت الأغلبية الرئاسية في هذه الإنتخابات بنسبة 46% من الأصوات
أما في سنة1981 قام الإشتراكي فرانسوا ميتران بحل البرلمان الذي كان يشتمل حينها على أغلبية يمينية لتفوز الأغلبية الرئاسية بنسبة 54.37% من الأصوات وتصبح إلى حد بعيد القوة الرائدة في قصر بوربون بحصولها على 333 مقعدًا
وفي سنة 1988 قرر فرانسوا ميتران عند إعادة إنتخابه الدعوة إلى انتخابات مبكرة لوضع حد للتعايش الذي بدأ في عام 1986. وفي مواجهة اليمين الذي كان أقوى مما كان عليه قبل سبع سنوات من أجل تقسيم المعارضة وحصلت المجموعة الرئاسية على الأغلبية بفارق صغيرحيث تحصلت على 46.66% من الأصوات و277 مقعداً مقارنة بـ270 لليمين الديغولي
في 1997 جاء حل الجمعية العامة مغامرة من جاك شيراك لتعزيز أغلبيته حتى يتمكن من الحكم بمزيد من الحرية وعكس كل التوقعات فاز الإئتلاف اليساري بنسبة 38.05% من الأصوات و255 مقعداً للحزب الاشتراكي أسفرت الانتخابات عن تعيين ليونيل جوسبان في ماتينيون