حج 2024: وفاة أكثر من 1100 حاج وفقدان المئات والسلطات السعودية تتهم الحجاج الغير نظاميين
تُوفي ما لا يقل عن 1100 حاجا من جنسيات مختلفة أثناء أداء فريضة الحج لهذا العام معظمهم من المصريين وتعود حالات الوفاة أساسا لإرتفاع درجات الحرارة
ووفق بيانات رسمية وديبلوماسية إنطلقت حوالي عشر دول في عمليات البحث عن المتوفين والمفقودين الذين بلغ عددهم حتى السبت 1100 ولا يزال الرقم قابلا للارتفاع وهم حسب الجنسية 658 مصريا و183 إندونيسيا و68 هنديا و60 أردنيا و55 تونسيا و13 من كردستان العراق و11 إيرانيا و3 سنغاليين و35 باكستانيا و14 ماليزيا وسوداني واحد
وكانت مصر قد أعلنت عن تشكيل خلية أزمة لمتابعة وفيات الحجاج المصريين وكشف بيان لرئاسة الجمهورية الخميس أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر توجيهاته بتشكيل خلية أزمة برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لمتابعة وإدارة الوضع الخاص بحالات وفاة الحجاج المصريين بالإضافة إلى ضرورة التنسيق الفوري مع السلطات السعودية لتسهيل إستلام جثامين المتوفين وتقديم كافة التسهيلات اللازمة في هذا الشأن
أما في تونس فقد تمت إقالة وزير الشؤون الدينية على خلفية ما عرفه موسم حج 2024 من أحداث مأساوية بالإضافة إلى عرض ذلك أعلنت وزارة الشؤون الخارجية في بلاغ لها توخي البعثة الصحية التونسية الدقة وإعتماد الوفيات الصادرة بشأنها وثائق رسمية من الجهات السعودية المختصة
وأشار نفس البلاغ إلى تواصل العمل بشكل حثيث وبالتنسيق مع سفارة تونس بالرياض والقنصلية العامة لتونس بجدة وشركة الخدمات الوطنية والإقامات لمتابعة وضعيات الحجيج التونسيين من المفقودين والمتوفين والمرضى المقيمين بالمستشفيات
وحسب مشرحة مستشفى حي المعيصم في مكة فإن الحرارة كانت السبب الرئيسي للوفيات بإستثناء شخص أصيب بجروح قاتلة خلال تدافع بين حشد من الحجاج
وبالإضافة إلى الحر الشديد يرجع إرتفاع عدد وفيات موسم الحج هذه السنة حسب شهود العيان إلى سوء الإدارة من جانب السلطات السعودية لأماكن الإقامة والمرافق حيث شهدت الخيام إزدحاما شديدا وتكدسات في ظل عدم وجود ما يكفي من أجهزة التبريد والمرافق وهو ما أدى إلى أزمات في العديد من الأماكن المخصّصة للحجيج
كما وجد الحجاج أنفسهم مضطرين إلى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام تحت وطأة الحرّ الشديد وعزى كثيرون تلك المعاناة إلى وجود حواجز تفتيش في الطرق فضلاً عن النقص الفادح في رحلات نقل الحجيج وهو ما يعكس ضعف الإدارة المشرفة على عمليات النقل
ولأن البعض يسعى للحج من دون الحصول على التأشيرة رغم تحذيرات السلطات السعودية من عواقب ذلك فقد ساهم تضخم عدد الحجاج الغير نظاميين في تفاقم الأزمة حسب السلطات السعودية التي ألقت اللوم على هذه الفئة من الحجيج حيث ساهموا في الإكتضاض وفي إزدحام الخيام والأماكن المعدة لإتمام فرائض الحج
ومن بين أسباب الوفيات سنويا في صفوف الحجيج هو تقدم سن الأغلبية حيث يمضي المسلمون سنوات عديدة في إدخار نفقات الحج ويتمنى الكثير منهم أن توافيهم المنيّة أثناء أداء فريضة الحج ليُدفنوا في البقاع المقدسة